الثلاثاء، 15 يوليو 2008

المهرجان السينمائي الأول في العراق !!

عرفاناً بالدور الذي تقوم به السينما في صناعة الحياة وبناء المجتمع وتيمناً وتخليداً وعرفاناً ايضاً بالفنانين السينمائيين والمبدعين , أقامة دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة مهرجان السينما الأول في العراق , حيث شاركت في هذا المهرجان الكثير من الأعمال السينمائية الروائية والتسجيلية ,القصيرة منها والطويلة ,وكانت هذه الأعمال لمخرجين سينمائيين شباب ورواد جاءوا من كل انحاء العراق , وكان المهرجان كرنفالاً للأعمال الأبدعية وكان ناجحاً في أعداده وتنظيمه , وعرضت في المهرجان الكثير من الأعمال الجيدة ذات القيمة الفنية والتي استحقت بدورها الجوائز المرصدة لها من هذا المهرجان .

وكانت الجائزة الأولى بالأضافة الى المبلغ المالي الكبير بأن يتعهد القائمون على هذا المهرجان بتمويل وانتاج فلم أخر للفائز بهذه الجائزة في المكان والزمان الذي هو يختاره , وكانت هذه الجائزة بمثابة دعم وتشجيع للمخرجين والمبدعين العراقيين على تقديم المزيد من الأبداع والأعمال السينمائية ودفع عجلة السينما الى الأمام وأطلق العنان للمبدعين السينمائيين العراقيين لتجسيد أفكارهم ومخيلتهم الخصبة على ارض الواقع .

كما حضر المهرجان الكثير من المثقفين والفنانين والمبدعين والأدباء و….السياسيين , وقد أبدى الحضور أنبهارهم وسعادتهم بالنتاج الفني الذي وصلت اليه السينما العراقية .

على فكرة لم يكن خبر اقامة هذا المهرجان سوى حلماً كان في مخيلتي مثلما هو حلم في مخيلة الكثير من المخرجين العراقيين الشباب في زمن خالي من القصاء والتسيس , زمن كنا نحلم به ان يقام مهرجان للسينما في العراق يحتضن أبنائه المبدعين ويشجعهم على تقديم كل ما جميل وقيم في عالم السينما وأيماناً بأن السينما واحدة من الأدوات التي تصنع المجتمع الحضاري وايضا تصنع الحياة . كنا نحلم بأن نرى بعين الكامرا بلادنا بكل الألوان الزاهية والمشرقة بعيداً عن اللون الأسود والرمادي , كنا نحلم ان تشرق الشمس في بلادنا ولا تغيب ويبقى النور فيها ولا ينطفي .

كنا نحلم ان يأتي يوماً تحتفي بلادي بمبدعيها وفنانيها شأنها شأن باقي الدول العالمية والعربية والتي تحتفي بهم بكل سنة وقد يكون كل يوم .

ياتي يوماً يتنافس المتنافسون ويتبارى المتبارون من المبدعين والمثقفين في باقي دول العالم ليطرحوا نتاجاتهم الفنية والأدبية في بلدي التي أصبحت مركزاً للفنون والأدب , ومكانا يقيم ويقدر المبدعين . ورغم الظروف والصعوبات التي يمر بها العراق ومبدعيه الى انه هناك الكثير من المبدعين الذين يحملون الكثير من الأعمال التي ترفع من مستوى السينما في العراق وغم الأمكانية الغير متاحة لهم وعدم احتضانهم من قبل ذوي الشأن الى انه هناك المادة الخام من الواقع العراقي والأصرار الموجود لدى الشباب للنهوض بالسينما .

فهناك امثال على كثير من الأعمال السينمائية العراقية التي شاركت في العديد من المهرجانات العالمية والعربية وحصلت على العديد من الجوائز القيمة , وقد كان للسينما العراقية أثرها في هذه المهرجانات , وكانت هنالك محاولات بمجهود فردي وشخصي من بعض السينمائيين الشباب للنهوض بالسينما , ففلم ( أحلام ) للمخرج الشاب محمد الدراجي يعد من اروع الأفلام التي انتجت في السينما العراقية كونه نشأ في ظروف صعبة جدا وايضا ارخ حقبة زمنية من تاريخ العراق المعاصر , وقد نال هذا الفلم الكثير من الجوائز العالمية والعربية , وكذلك فلم المخرج الشاب عدي رشيد (غير صالح للعرض ), كان هذين الفلمين محاولة من المخرجين الشباب للوقوف بالسينما العراقية وتمثيلها في المحافل الدولية .

وفي القريب الماضي أقيم في دولة الأمارت العربية مهرجان الخليج السينمائي والأول من نوعه لان الأعمال المشاركة فيه هي اعمال لمخرجين خليجين , وقد كان للسينمائيين العراقين مشاركة كبيرة فيه , حيث ان الأعمال التي تم أختيارها من دول الخليج هي عشرة أفلام , أما الأفلام التي تم أختيارها من العراق هي خمسة عشر فلم من فئات مختلفة , حيث شارك فلم (أحلام ) للمخرج العراقي الشاب محمد الدراجي ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة وفلمه التسجيلي ( حرب , حب , رب وجنون ) وايضا فلم (دبليو دبليو دبليو كلكامش 21) للمخرج طارق هاشم و وفلم لهادي الماهود (ليالي هبوط الغجر ) وايضا فلم (يوم في سجن الكاظمية للنساء ) العائد من مهرجان روتردام السينمائي الدولي للمخرج الشاب عدي صلاح , وفي فئة الأفلام القصيرة فلم (طريق الموت )للمخرج سنان نجم , وفلم ( دار دور ) للمخرج الشاب أسعد كريم , وفي فئة الأفلام الطلبة القصيرة والتسجيلية بثمانية أفلام هي ( تقويم شخصي) و( خوذة مثقوبة ) في مسابقة الأفلام القصية فئة الطلبة وتشمل الأفلام المشاركة في فئة الافلام التسجيلية للطلبة فلم ( البقاء) للمخرج مناف شاكر وفلم حبيب باسم (التفكير بالرحيل ) وفلم ( الرحيل ) للمخرج بهرام الزهيري , فلم ( دكتور نبيل ) للمخرج أحمد جبار , فلم ( غريب في وطنه) للمخرج حسنين الهاني , فلم ( شمعة لمقهى الشهبندر ) للمخرج عماد علي , وفي ختام المهرجان وبدء الأعلان على الجوائز كان للعراق الحصة الأكبر من الجوائز فقد حصل فلم ( أحلام ) للمخرج محمد الدراجي على الجائزة الأولى للمهرجان للأفلام الطويلة وحصل ايضا فلم ( يوم في سجن الكاظمية للنساء ) للمخرج عدي صلاح على الجائزة الثالثة للأفلام الوثائقية , وفي فئة الافلام الوثائقية للطلبة حصل فلم ( الرحيل )للمخرج بهرام الزهيري على الجائزة الاولى , ومن نفس الفئة حاز فلم (شمعة لمقهى الشهبندر) لعماد علي على الجائزة الثالثة , وفاز بالجائزة الثانية للافلام القصيرة للطلاب فلم ( تقويم شخصي ) لبشيرالماجد .

هذا المهرجان ان دل على شيء دل على كثرة المبدعين والمثقفين العراقية , هذا والكثير من الأعمال العراقية التي شاركت في الكثير من المهرجانات العالمية وحصلت على الكثير من الجوائز , حيث كانت مشاركة العراقيين تظفي نكهة على هذه المشاركات .

هنا انا أتسائل اما آن الآوان حتى تقوم مؤسساتنا وحكومتنا على دعم هؤلاء المبدعين وكل المثقفين , ودعم كل ماهو جميل وخلاق ومبدع في عالم السينما والأدب والفنون علماً انهم بأستعداد دائم من أجل رفع أسم العراق عالياً في جميع المحافل الدولية .

اثير الشامي

atheeralshami@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: