الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008


ضحايا المقابر الجماعية هل كانوا معارضين للنظام ؟؟
علي حسون
Ali.hason@yahoo.com
http://alihason.blogspot.com

يردد الكثير من الاعلاميين و السياسيين العراقين في و سائل الاعلام على ان نظام البعث كان يعامل معارضيه بقسوة وان ضحايا المقابر الجماعية هم ابرز دليل على الطريقة التي كان يتعامل بها النظام مع معارضيه ‘ و الحقيقة غير ذلك فضحايا المقابر الجماعية لم يكونوا وعلى الاقل غالبيتهم العظمى معارضين للنظام القائم انذاك او على الاقل من اصحاب عمل حقيقي في معارضة النظام رغم التاكيد على ان اكثر معظم العراقيين كانوا غير راضين عن اوضاعهم في ضل ذلك النظام.

ان هذه الوصف ورغم كونه لايعد انتقاصا لتضحية شهداء المقابر الجماعية الا انه لايمثل حقيقة ما جرى في العراق ابان الانتفاضة الشعبانية او المناسبات الاخرى التي كان البعث يرى انها تستحق اقامة مقابر جماعية لها من مقابر البرازانين في السبعينات الى مقابر الساحات الخلفية لدوائر الامن و المخابرات و السجون السرية لزمرة البعث القذرة الا انه و في الحقيقة لايمثل واقع الامر حيث ان تلك المقبر لم تكن تشتمل على رفات اناس يشكلون تهديدا لنظام صدام حسين و هنا لانقصد النساء و الاطفال و الشيوخ الذين يمثلون الغالبية من سكان المقابر الجماعية في العراق لا بل نتكلم علة الرجال و الشباب الذين غيبتهم تلك المقابر ، ان عقد النقص و الامراض النفسية و النزعات العنصرية التي كان يتمتع بها نظام البعث الصدامي لا في كوادره العليا فحسب بل حتى ادنى سلم اجهزة القمع الصدامي فالتفاني الذي كانت تتعمل به هذه الاجهزة مع مراجها العليا فالصور التي تصل لنا على قلتها تجعلنا لانفكر كثيرا بالحيوانات التي تتغذى على ابناء جنسها فالعنف الذي يتعاملون به مع الضحايات يثير الاستغراب فبالرغم من المضلومية الواضحة للضحايا الا اننا ومع الاسف نرى ان اعضاء الاجهزة القمعية يتسابقون على الاساءة لهم ومن الواضح ان هذه الاساءاة ليس بعد اغلاق التحقيق بل هي منذ ساعة القاء القبض على الضحايا وهذا الامر يدفعنا للاستنتاج ان المشكلة الامنية التي من المفترض ان تشكلها الضحايا للاجهزة القمعية لم تكن هي هم تلك الاجهزة بل اشباع رغبات العنف و القتل هي الهم الاكبر لاعضاء هذه الاجهزة. زمن هنا ننطلق للاستنتاج التالي اانه بالوغم من ان الانتفاضة الشعبانية كانت في حقيقة الامر تعد تهديدا لنظام الحكم الدموي القائم في بغداد الا ان تعامل النضام معها بقسوة وعنف لم يكن هذا التهديد المبرر الوحيد حيث ان النزعات الدموية و الروح العدوانية و التربية النفسية التي ربتها تلك الفيادات لاعضاء هذه جعلت الاعداد تصل الى تلك الارقام و الاعداد الى ما وصلت حيث ان اقل الاحصاءات لاعداد الضحايا في المقابر الجماعية تصل الاى ارقام لا تقل عن خمس مائة الف ضحية و بطبيعة الحال ان هذه الارقام ربما تكون نتيجة حرب قذ تكون ممتدة لعشرات السنين فكيف اللحال و عندما تكون نتيجة مجزرة ارتكبت في ايام معدودة . ولعل هناك من يطرح التسائل التالي بما ان تلك الاجهزة كانت قدر اتكبت تلك الجرائم دون العودة الى مراجها وبذلك تكون غير مسؤلة ولو بصورة جزئية عن تلك الاعداد الهائلة من الضحايا ؟ان الاطلاع على بعض وثائق تلك لمرحلة توضح ان هذه الاجرآت بمياركة القيادات العليا ولعل بعض الوثاق تشير بما لايقبل البس ان صدام حسين شخصيا كان يدفع باتجاه ارتكاب المجازر التي وقعت بحف العراقيين و قد اصطلح البعض على تسمية احد الوثائق بام المقابر الجماعية كونها اعطت الاذن الرسمي للاجهز ما كانت تسمى بالمختصة بارتكاب هذه المجازر البشعة ولاهمية هذه الوثيقة نوردها كون الاطلاع عليها يمثل يعطي لنا صورة واضحة لما كانت عليه الامور في تلك الفترة و في مايلي نص هذه الوثيقة :

مجلس قيادة الثورة
رقم القرار / 64
تاريخ القرار 21 شعبان 1411
في 9 / اذار 1991 م
قـــــرار
إستنادا الى أحكام الفقرة ( أ ) من المادة الثانية و الاربعين من الدستور المؤقت قرر مجلس قيادة الثورة ما ياتي : ـ
اولا . يمنح الرفاق أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ,و أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين يتولون الاشراف المباشر على القوات و الارتال التي تتصدى له مجاميع الخيانة و العمالة المسندة من قبل إيران صلاحيات رئيس الجمهورية في الثواب و العقاب .
ثانيا . يمنح نائب رئيس مجلس قيادة الثورة صلاحيات رئيس مجلس قيادة الثورة لااغراض الوارة في ( اولا ) من هذا القرار .
ثالثا . يمنح وزير الصناعة و التصنيع العسكري الصلاحيات المبينة في اولا من هذا القرار .
رابعا . يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره و حتى انتهاء الازمة .
خامسا . يتولى الوزراء و الجهات ذات العلاقة تنفيذ هذا القرار


صدام حسين
رئيس مجلس قيادة الثورة

ان هذه الوثيقة تعطي صورة واضحة عن شيئين اثنين الاول ان هذا النظام ورغم صورة الخوف و الصرامة التي كان يحرص على الظهور بها الا انه كان مسكوننا بذلك الرعب الكبير من انتفاضة العراقيين عليه في تلك الفترة كونه كان يعي حجم المعاناة و الظلم التي كان يسببها لابناء العراق و لعله كان مدركا ان غضبة الشعب كانت صادقة وغير مدفوعة للتلك المواجهة (رغم محاولاته عكس هذا التصور) . و الشيء الاخر ان هذا النظام كان يملك شيئا اخر غير الرعب هو ذلك الحقد على ابناء العراق فالصياغة الواضحة للوثيقة رغم كونها تنص على الثواب و العقاب الا ان المطلع عليها بموضوعية يعرف و للوهاة الاولى انها كانت تنص على العقاب فقط و ان ايراد كلمة الثواب قذ يكون نتيجة حرص على ادبية الصياغة لا على حقيقة الموضوع .

لقد قسم الله عزوجل لي ان اكون احد شهود تلك المرحلة من تاريخ العراق و كنت معظم تلك الغترة في مدينة النجف و كنت و لم اقصد شاهدا على الكثير من الاحداث في تلك الفترة و لعل فاجعة فندق السلام و هي مازالت حية في ذكرة ابناء تلك المدينة هي دليل واضح وقد لايقبل البس لتلك الروحية الشيطانية التي كانت تسير بالاحداث في تلك الفترة فهذا الفندق كان من اجمل معالم المدينة و كان قد انشئ منذ فترة بسيطة كفندق خمس نجوم و بدخول القوات البعثية الى مدينة النجف اُستخدم الفندق كمقر لتلك القوات وتم بعد استفار الاوضاع النسبي استدعاء ما كانوا يسمون بالهاربين من الخدمة العسكرية وبعد تقديم وجبة طعام و معاملة محترمة للوجبة الاولى وتسويقهم لوحداتهم العسكرية بكتنب عفو انتشر الخبر بالمدينة عن هذه المعاملة و العفو الصادر و كان هذا كافيا لتدفع الالاف من اجل تسليم انفسهم و الاتجاء الى هذه الفندق فما كان من تلك الزمرة التي كانت مسلطة على رقاب العراقيين الا ان امرت بنسف هذا الفندق و هو يضم الالاف من العراقيين وهم ليسوا من المعارضة بل هم جنود عراقيين ابرياء كانوا يتبعون التعليمات و كل هذا بعد انتهاء العمليات العسكرية ، هذه الوثيقة لهي دليل بارز على ان معظم ابناء المقابر الجماعية كانو عراقيين مواطنين خاضعين للقانون و ملتزمين به ورغم عدم رضاهم عن الوضع القائم الا انهم لم برتكبوا اعمالا تودي بهم الى هذه النتيجة المرة .

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

صبة الدكتور عادل عبد المهدي

ابو احمد المحمود

ahmadalihason@gmail.com

حوار مواطن مع صبة الدكتور عادل عبد المهدي في الكرادة:

(و الصبة لمن لا يعرف الصبة هي تلك الكتلة الكونكريتية المقيتة التي تقف منتصبة في شارع الكرادة كحجر عثرة اما الاف السيارات متسببة بهدر ملايين الدنانير على شكل و قود و اعصاب و وقت في حر و برد العراق المتطرفان)

وقفت امامها يوما و فاجئتني تهمس في اذني فالتفت فلم ارى الا كتلة من الاسمنت و عدت و عاد الهمس فالتفت فلم ارى الا ما رايت في المرة الاولى و زادت حيرتي و عدت الى وضعي وسمعت الهمس للمرة الثالثة فسميت و التفت و قلت في نفسي من انت فجائني الصوت شبيك هذا اني ما شوفني فقلت في نفسي انى لا ارى سوى الصبة فجاء الصوت : اي هوة اني الصبة. فتفاجئت و دار بيننا هذا الحديث :

الصبة : حارة مو

انا : بس حارة تكتل كنل و ازدحام و السيارة صعدت حماوتها و خبطت مي ودهن

الصبة : مو بس انتة عشرات بشكلك اشوفهم يومية

انا : غير كلة من وراج

الصبة : منوراي شنو عيني اني شعلية

انا : لو مو انتي جان ماكو ازدحام و جان الطريق يمشي و متصعد الحماوة

الصبة : اي صحيح بس اني شعلية

انا : مو انت سادة الطريق (بصوت عال)

الصبة : اني شعلية لصيح قابل اجيت مشي غير همة جابوني

انا : ياهمة ؟

الصبة : جماعة الدكتور

انا : يادكتور ؟

الصبة : شبيك دكتور عادل عبد المهدي

انا : معقولة .؟؟؟؟ والله لو يدري الدكتور ؟

الصبة : ايباخ ………..لعد شلون الدكتور ميدري مو بباب بيتة ؟

انا : اي بباب بيتة بس اني متاكد ميدري لان اني اعرف الدكتور خوش انسان و ميرضة باذية العالم

الصبة : انتة تضحك على نفسك ؟ شلون ميدري موهذا بيتة مو ذولي حمايتة و ثم تعال اكلك يدري ميدري متفرق

انا : شلون؟؟؟

الصبة : هو مو سياسي و احنا مو نظام ديمقراطي وراس مال السياسي هو ارضاء الناس على مود ينتخبو

انا : كل كلامك صحيح

الصبة : اذا صحيح غير ينتبه لهاي القضية و يحاول يبعد نفسة عن اثارة امتعاض العالم الي المفروض راح يحتاج اصواتهم بعد شكم يوم مو يحرق اعصابهم

انا : بس الدكتور مجاهد لسنين طويلة و حمل قضية العرق سنين و هو هم عراقي اصيل مثلنة اكيد ميرضة اي عراقي يتاذئ

الصبة : هاي اشبيك انت هم مصدك عمي السياسين بالعراق مثل الاطفال ميعرفون بس ياخذون و يتجاوزن على كل شي على مود اشياء تافهة شوف هذا الدكتور صاحبك الي تدافع عنة شوف المتر الماخذة من الشارع شفايدة صدكني كلشي ما فايدة بس شوف العالم شكد متاذايين من ورة هل المتر الاكشر

انا : شلون ما فايدة غير الرجل مستهدف

الصبة : عمي مستهدف على راسي بس شيصير لو يخلوني على الرصيف بس شوف ماكو كل فرق و السيارات تكدر تفوت

(فنضرت فعلا يوجد متسع على الرصيف)

انا : اي بس السياسي كلشي يكدر يسوي

الصبة : كلامك صحيح لكن بس بالعراق اصور انه بلير يخلي هجي صبة بشكلي بلندن موجان خلوهة ........استغفر الله و الله الحجي يضوج

انا : لا انت ضايجة من الدكتور

الصبة : شكد انتة متفتهم اني صبة يعني ما اضوج بسهولة بس يا اخي سياسيكم ضوجوني سنين النضال و الجهاد و التعب و الاف الشهداء كاها ضيعوها باشياء تافهة و هاك اني على سييل المثال صبة مخليني بنص الشارع هسا الخلاني ما كال هاي الناس شلون تمر ماكال خطية العالم اني ساد عليها الطريق ماكال اني البيت اصلا ماكاعد بيه لويش اسد الشارع على العالم

انا : شوفي هواي من كلامك صحيح بس انت ضايجة من الدكتور

الصبة : لك شلون ما اضوج على هيجي بلد سياسينا ما يفكرون بس بنفسهم لك سياسيكم ما نسمع بس المشاكل منهم و على سبيل المثال اني شيسموني

انا : شيسموك؟

الصبة : يسموني صبة الدكتور عادل عبد المهدي بس بشرفك شكد حلو لو جان اسمي مثلا مستشفى الدكتور عادل عبد المهدي لو مدرسة الدكتور عادل عبد المهدي لوجامعة الدكتور .....

انا : كافي كافي انشاء الله يصيرالعراق و ينبني بصورة صحيحة و تنشالين و اخلص منك

الصبة : شلون صيرون بسياسيكم المحتاريين بتعديل رواتبهم لو باحزابكم الي ماكدت تبني الها مقرات و كاعد بالحواسم راح تبنيلكم و طن؟ انت تعبان و العراق كلة تعبان

انا : احترمي نفسك اني مو تعبان والعراق مو تعبان و انشاء الله اني راح اكل للدكتور على كلامك و انشاء الله راح يشمرك لبعيد و يخلصنة منج (كان كلامي هذا بصوت عال جدا اثار انتباه صديقي)

صديقي : (مستغرباً)ها شبيك و يامن تحجي؟

انا : وية هاي الصبة تحجي على رموزنا الوطنية

صديقي : الصبة

اي االصبة

تعال عيني خلي النروح اشتغلت السيارة الظاهر انت هم خبطت

(هذا نوع من الفنتازيا السياسية ارجو ان لا تعتبر اساءة لاحد خاصة السيبد الدكتور عادل عبد المهدي ذلك الشخص الدمث الخلق و الوطني المتفاني و لكنها كلمات في قلبي منذ ايام قالتها بدلا عني صبة الدكتور عادل عبد المهدي و هي ليست الوحيدة التي ستتكلم فهناك صبات و شوارع مسدوة و مربعات امنية و غيرها كثير ارجو ان تتكلو ولكن بصوت خافت ليسمعه الجميع شكرا ً للقارئ و اعتذر عن الاطالة)

الأربعاء، 16 يوليو 2008

نهر الأحزان

نزار قباني

عيناكِ كنهري أحـزانِ

نهري موسيقى.. حملاني

لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ

نهرَي موسيقى قد ضاعا

سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني

الدمعُ الأسودُ فوقهما

يتساقطُ أنغامَ بيـانِ

عيناكِ وتبغي وكحولي

والقدحُ العاشرُ أعماني

وأنا في المقعدِ محتـرقٌ

نيراني تأكـلُ نيـراني

أأقول أحبّكِ يا قمري؟

آهٍ لـو كانَ بإمكـاني

فأنا لا أملكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ وأحـزاني

سفني في المرفأ باكيـةٌ

تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ

ومصيري الأصفرُ حطّمني

حطّـمَ في صدري إيماني

أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟

يا ظـلَّ الله بأجفـاني

يا صيفي الأخضرَ ياشمسي

يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني

هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا

أحلى من عودةِ نيسانِ؟

أحلى من زهرةِ غاردينيا

في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني

يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي

فدموعُكِ تحفرُ وجـداني

إني لا أملكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ ..و أحزاني

أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟

آهٍ لـو كـان بإمكـاني

فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ

لا أعرفُ في الأرضِ مكاني

ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني

إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني

تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ

إنـي نسيـانُ النسيـانِ

إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو

جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ

ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني

قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني

ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ

يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ

أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي

عنّي.. عن نـاري ودُخاني

فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ... وأحـزاني

الزهد والزاهدون

لطيف قاسم



في محاضرة معروفة للسيد الشهيد(محمد باقر الصدر) يسأل طلابه ومريدي درسه سوألا ً من الضروري جداً أن يطرحه كل واحدٍ منا على نفسه والسؤال هو هل عرضت علينا دنيا هارون الرشيد حتى نذمها ذالك الذم القبيح ؟

علماً إن تلك الدنيا ما غربت عن أراضيها الشمس ،نعم الواحد منا يلعن ويسب الدنيا ويعيب على الآخرين توجههم للدنيا ولا يسأل نفسه أي دنيا تلك التي يلعنها ؟ هل هي دنياه ؟ التي ربما تكون متعبة وفي عوز وفاقه وليس فيها ما يشده إليها ، وبذالك يكون يأساً من هذه الحياة ولا يتوق للعيش فيها .

ولكن لو كانت هذه الدنيا فيها كل مباهج الحياة واقبلت على الواحد منا بكل عنفوانها وأعطته كل ماديات الحياة فهل سيذمها بتلك العبارات النابية أم يقبل عليها بكل ما أتيه من قوة وهنا يكون الامتحان فمن لا يدخل قاعة الامتحان لا يحق له أن يقول أنا أيضا من الناجحين في هذا الدرس ،ألا إذا استلم الأسئلة و أجاب عليها بالحل الصحيح حينئذ له الحق أن يقول أنا ناجح وبالخط العريض .



قد ينجح الواحد منا في دروسٍ ومواضيع كثيرة وكبيرة فيجتاز دروس الصبر في الشدة وامتحان الاعتقال والسجن أو الغربة القاتلة وتعتبره بطل الأبطال ولكنه يرسب في درس"الدنيا" الزهد وخصوصاً الزهد في السلطة والسلطان فأنها من اخطر مز الق حب الدنيا والتي يقول عنها الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) ((حب الدنيا رأس كل خطيئة )) ، والسلطة ومباهج السلطة وإقباله عليها تسقطه وبالضربة القاضية بل وبالجولة الأولى .

الزاهد منا من تعرض عليه الدنيا ولا يريدها كما فعل أمير الزاهدين علي (عليه السلام ) حيث اكتفى منها بثوبه البسيط وقرصيه من خبز الشعير وأدام من الملح ومدر عته التي أستحيى من راقعها ، وليس الزاهد من لا يعرض عليه شيء ويدعي انه من الزاهدين .

من يستصغر فعل يوسف (عليه السلام) هو من تدعوه مثل زليخة ويهرب من الباب مذعوراً وليس من يكون شكله تنفر منه طباع الذكور قبل الإناث ويقول أنا زاهد في النساء .

من ينتقد (ألحوا سم) ولم يفتح له باب أحد المصارف ولم يشاهد بعينيه الذهب والفضة والأخضر والأصفر من كل عملات الدنيا ويقول أنا زاهد في المال والحمد لله لم أشارك في النهب والسلب نعم يا سيدي أنت زاهد لأنك لم تكن موجوداً ولم تتاح لك الفرصة وبالتالي لم تدخل قاعة الامتحان فلا تستطيع أن تقول انك من الناجحين،

الحذر كل الحذر من مز الق السلطة فهي إحدى ثلاثة أشياء يعشقها الإنسان والتي لا يستطيع (الفطام ) منها وهي" المال والنساء والسلطة".

ان ملف الفساد الاداري والمالي الان ربما وصل حجمة الى اطنان من الورق كتب فيها الاف من المخالفات المالية والادارية وكذلك الاف من مجالس التحقيق –بلا ادنى تحقيق – والالوكان هناك تحقيق وحساب لما استمر المفسدون في وظائفهم وبالتالي بفسادهم لافي بعض الاحيان يتسنمون مواقع ارفع مما كانوا فيه ربما تقديرا لجهودهم في السرقة والفساد ونكاية بالشرفاء وهيئة النزاهة كيف نريد من الفساد ان ينحسر ويبطل الفاسدين سرقاتهم ولايوجد اي رد فعل لمعاقبة المفسدين وقديما قيل ان" من امن العقوبة اساء الادب" "وان المال السائب يعلم على السرقة" "وان عينك على مالك دوه" وعينا ان عالج الفساد بكل قوة وبلا هوادة كما تم معالجة الارهاب المسلح بكل قوة وبلاهوادة.

علينا ان نعالج الامور كما عالجها الأمام علي ( عليه السلام ) حيث كتب الى أحد ولاته بعد أن وصله أنه مختلس وفاسد ادرايا ً ومبدد للمال العام بالتعبير الحديث . فكتب له :-

( وإني أقـُسم بالله قسما ً صادقا ً لئن بلغني أنك ختُنت مِن فئ المسلمين شيئا ً صغيرا ً او كبيراً . لأشدن عليك شدة ً تدعـُك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الأمر والسلام ) .

ونلاحظ الوضوح والشدة والحزم في كلام الأمام وعدم التهاون مع الفساد صغيره أو كبيره فليس هناك فرقا ً بين من يسرق حفنه من اقراص ( البراسيتول ) وبين من يــُهّرب الى الخارج ( مليار) دولار وليس هناك فرقا بين من يزور شهادة الدراسة المتوسطة وبين من يزور شهادة الدكتوراه.



وبغض النظر ممن صدر الفساد من اشراف القوم أم من عامة الناس وما زالت رسالة علي ٌ عليه السلام الى عثمان بن حنيف واليه على البصرة يؤنبه ويوبخه فيها أقسى انواع التقريع واللوم لأنه لبى دعوة قوم ٍ من أهل البصرة (لوليمة ) كل ما فيها أطايب الطعام في ذلك الوقت ، وليس ( دفاتر الدولارات ) . ما زالت تقرأ الى اليوم وستبقى الى يوم يبعثون . حريا ً بنا أن نكتبها ونعلقها في كل مرفق من مرافق ومؤسسات الدولة وعلى الخصوص في ( البرلمان العرقي ) لعلها تكون رادعا ً لمن تريد أن تزل قدمه فالذكرى تنفع المؤمنين . وفي خطاب ٍ أخر لأمير المؤمنين يعالج فيه نفس المشكلة ( الفساد المالي ) ويذّكر فيه المختلس أن هذا المال العام ليس ملكا ً لأحد بل هو مـُلك الأمة وخصوصا ً ( إيتامها واراملها ومعوزيها ) ويكتب له ( فاتق الله واردد الى القوم أموالهم فأنك إن لم تفعل ثم مكنني الله منك لأعذرن إلى الله فيك ، ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به احد إلا دخل النار ، ووالله لو إن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كان لهما عندي هواده ولا ظفرا مني بأرادة حتى أخذ الحق منهما وازيح الباطل من مظلمتهما ) .

ونلاحظ الأمام يذكر بأن المال المسروق هو مال هؤلاء الناس وكأنهم قد سرقوا وأخذ المال من أيديهم مباشرة وليس من ( الخزينة الحكومية ) .

واصبحنا نقول أموال عامة وعمومية هذا المال سببت الاستسهال فيه في الفترة الاخيرة . والمفروض أن يكون العكس ((فعمومية )) هذا المال يجب أن تسبب الإشكال الكبير قانونياً وشرعياً. ويجب أن يكون العلاج صارما ً وشديدا ً يصل لدرجة ((الضرب بالسيف )) أي الإعدام كما ملاحظ من قول أمير المؤمنين ، فعلينا ونحن الذين ابتلينا وابتليت مؤسساتنا بداء الفساد الاداري والمالي وخصوصا ً اولائك الذين تصدوا للمسؤولية ان يعلنوا عن خطة كبيرة لمكافحة الفساد لاتختلف عن خطط مكافحة الارهاب تلك التي نفذتها وتنفذها وزارتي الداخلية والدفاع .

ونحن بحاجة ماسة الى خطة فرض القانون ( إدارية ومالية ) تطلق في مؤسساتنا الحكومية وأن تحمي الحكومة بكل ما أوتيت من قوة عناصر ومحققي وقضاة هيئة النزاهة لأنهم طلائع القوم مثلهم مثل الجنود والشرطة . ويكافحون آفة لاتختلف عن تفجير القنابل والسيارات المفخخة ولتكن حملة وطنية شاملة يساهم فيها كل أبناء الوطن .

ما ينقل من مفاسد وفساد إداري ومالي يدمي القلب ويشمت العادي ويساء الحبيب ، ونحن اللذين نجحنا في كل امتحانات الدنيا ودخلنا قاعة((امتحان درس السلطة )) ونحن ورثة كل الوطنيين اللذين ضحوا من اجل العراق ،فعلينا أن ننجح وبدرجة100% ونلغي مفوضية النزاهة بعد أن تنتهي من تدقيق ملفات الفساد الإداري والمالي لأزلام النظام السابق والمنتفعين منه وليس ملفاتنا نحن الديمقراطيين الجدد ..

الواهمون

لطيف قاسم

هل اصبح الحديث حول الإيثار والتضحية من اجل الآخرين حديث خرافة وأسطورة من أساطير الأولين؟وهل إن ما قرأناه عن أيثار الأجداد وحبهم لفعل الخير والعيش من اجل الآخرين لابل التضحية من اجل الآخرين هو(حجي على السلاطين)؟! لماذانتحدث عن الإيثار وكأنه مرضٌ اصيب به الأولين،واليوم شُفيت منه الاجيال؟! ويتحدث البعض وكأنه يطلب من علماء الطب اكتشاف لقاح مضاد لمرض الايثار وحب العمل من اجل الجماعة، على الرغم من انحسار هذا الوباء في العصور المتأخرة..!!!

دارت هذه الأسئلة في رأسي وأنا اسمع حوار بين شخصين أحدهم يقول للأخر وبلهجة الناصح الأمين ياأخي اترك فلان وفلان المهم مصلحتك (شعلينه بيهم)ونسي أو تناسى المتحدث أن فلان وفلان هم إخوانه العراقيين أبناء جلدته المفروض أن تتساوى المصالح بينهم لا بل المطلوب منه أن يؤثرهم على نفسه،وهذا الإيثار مطلوب منه مرتين مرة لان هذا الفعل حسنا بذاته وهو من مكارم الأخلاق-ان لم يكن هذا هو جوهر الاخلاق والفعل الاخلاقي - التي يجب أن يتصف بها القادة والمتصدين للقيادة،وثانيا لانه من هؤلاء المتصدين للقيادة.

نقراء في كتب التاريخ عن- فلان- انه كان" فاضلاً نبيلاً كريماً وفياً سخياً،يعرض نفسه للموت ليدفعه عن صديقه" وصديقه هنا(ابن وطنه) أذن على القائد أن يكون صالحا قبل أن يكون مصلحاً،أن يكون ساهرا على مصالح الناس ،أن يخشى من لعنة التاريخ، ويخاف من غضبة الأمة ،قد يقول القائل انك تتحدث عن مسؤولين صغاراً يديرون مؤسسات هنا وهناك وليس عن الحاكم بالمفهوم العام ، أقول أن القائد عندي هو ما طرحه الحديث النبوي الشريف "كلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" أي كلكم قادة في المكان الذي تشغلونه ،وستسألون في الدنيا والآخرة.

ويتوهم البعض ممن يتصدى للقيادة ، انه اصبح من (النخبة أو الطليعة) والتي لها الحق في امتيازات خاصة (ومكان الوهم هنا في الامتيازات التي يحصل عليها هؤلاء النخبة نتيجة تميزهم عن غيرهم وليس في الطليعية)، وعلى فرض ذلك فهل إن الطليعية تعني "الامتياز" أم تحمل مسئوليه أولى، على اعتبارهم الطليعة ومعنى الطليعة انهم في مقدمة القوم في أيام الشده، وفي أيام الحرب، أي الناس الذين سيتلقون الضربة الأولى في المعركة، وهولاء الناس من المؤكد إنهم يتمتعون بمواصفات خاصة، تؤهلهم ليكونوا في المقدمة، ولكنهم في كل الأحوال لا يحصلون على أي امتياز عن غيرهم سوى انهم قد تصدوا للقياده بدافع الحرص والمصلحة العامة يدفعهم لذلك ما يملكون من موهبة وثقافة تُجبرهم على أن يكونوا من النخبة وهؤلاء هم الذين سيكون منهم (الجندي المجهول) ولايضنن البعض أن (المجهول) تعني (المهمش) ابد فهذا الجندي هو من الطليعة أي من النخبة وإلا لما كان فعله هذا تخلده الشعوب.

ويذكر في تاريخ العراق الحديث أن محلات بغداد كانت مسورة من جهة نهر دجلة بسدة ترابية وكثيرا ًما كانت تنفتح"تنثلم" هذه السدة وتغرق محلات بغداد القريبة،وفي مرة أكل النهر من السدة الترابية وانفتح ماكان يسميه البغادلة (النهبور) وبدء الماء يتدفق من الفتحة و"تناخى "أهل بغداد لدفع الخطر القادم نحو محلاتهم وبداءوابعمل سدة ترابية داعمة وكانت الإمكانيات في ذلك الوقت متواضعة وبطيئة واحتاجوا أن يسدوا الفتحة بشكل مؤقت ريثما يتمكنوا من إكمال السدة الترابية التي يعملون بها ،فما كان من أحدهم وكان رجلا ضخماً(جثيث)الاان يجلس في داخل الفتحة ويغلقها بجسمه ويمنع تدفق الماء ويستطيع أهل بغداد من إكمال المهمة بنجاح ولكن الماء بداء يتدفق بسرعة وجرف" المضحي" هذا وغرق ومات من اجل الجميع.

اصحاب الإيثار،هم الذين تكون سعادتهم وسرورهم بأيصالهم الخير للأخرين وإدخال الفرحة عليهم اكبر من سرورهم بوصول ذلك اليهم،فهم حين يكسوا الاخرين احب وامتع من ان يكسوا انفسهم،وحين يطعموا الاخرين أهنأ وألذ من ان يأكلوا هم، وان يريحوا الاخرين اطيب لهم من جلب ذلك لأنفسهم. هؤلاء يكون عندهم الميل للفعل الاخلاقي سببه الاخرون،ويكون عندهم الهدف اسعاد الاخرين متجاوزين الذات وخارجين من دائرة"الانا"،ووجدانهم الاخلاقي يدعوهم دوما للفضيلة وترك الرذيلة واداء الواجب الاخلاقي. أن التصدي للقيادة يجب أن يكون وسيله من وسائل خدمة الناس بدلاً من أن تكون مظهر من مظاهر التعالي والتكبر عليهم .....فرفقاً بنا يا قيادة رفقاً بنا يا نخب رفقاً بنا يا متصدين.

الثلاثاء، 15 يوليو 2008

دراسة مقارنة لتحليل المضمون الاعلامي القياسي و الكمي

علي حسون

ali.hason@yahoo.com

http://alihason.blogspot.com/

تحليل المضمون الاعلامي: يعد تحليل المضمون الاعلامي من الاساليب البحثية الحديثة و القديمة في تقييم المادة الاعلامية في نفس الوقت و عند قولنا الحديثة القديمة نقصد ان هذا الاسلوب في مجال البحث و التنظير قد مضت عليه مدة طويلة ويعد قديما حيث ظهر بوادر البحث في المدة التي تمتد الى بدايات القرن العشرين على يد بعض الدارسين الاميركيين الا ان الانفجار و الاهتمام العالمي به ظهر من خلال الكم الاعلامي الهائل الذي طرئ على المنتج الاعلامي في منتصف نفس القرن نتيجة لتطور وسائل الاتصال و ونمو الخط الانتاجي الهائل لوسائل الاعلام ممادفع للحاجة الى دراسة الرسائل الخفية من وراء المادة الاعلامية بالنسبة للمتلقي و ايضا تفييم العمل الاعلامي بالنسبة للمؤسسة الاعلامية ذاتها .

و كون تحليل المضمون يبحث بصورة خاصة في الدلالات الفكرية خلف النص الاعلامي في مجال الاعلام ،او هو بلورة الوصف العادي للمضمون أو المحتوي و تنقيته حتى يمكن إظهار طبيعة المنبهات و المثيرات المتضمنة في الرسالة و الموجهة إلى القارئ أو المستمع أو المشاهد ، و قوتها النسبية علي أسس موضوعية (( ويبلز وبرلسون عن الدكتور محمود حسن إسماعيل)) فقد تنافست على الريادة فيه عدة علوم منها علم اللغة و خاصة في الدراسات السيميائية (السيمولوجيا) او علم الدلالة كما يحلوا للبعض تسميته و هو في احد ابسط تعريفاته التي ليس هذا الوقت المناسب للتطرق اليها كلها هو العلم الذي يبحث في الدلالة الفكرية الكامنة وراء المعنى (ماذا اراد ان يقول الكاتب )و هو قريب اشد القرب من الدافع الاعلامي للباحث في مجال الاعلام . و قد ساعد المنهج البنيوي النقدي في مجال تحليل المضمون اللغوي في تعميق الاهتمام بدراسة و تطبيق تحليل المضمون و انبثقت من المنهج البنيوي المنهجية التفكيكية على يد العلماء الفرنسيين في ثمانينيات القرن الماضي الى ان تم الاغراق في تحليل المضمون اللغوي من خلال قصدية جون كوهين في نهاية الثمانينيات و بداية التسعينات من القرن الماضي.

كما تنازعت علوم اخرى حول الريادة لمنهج تحليل المضمون منها علم الاجتماع و علم السياسة و مختلف العلوم الانسانية ، و على الرغم من الاشارات المنطقية الواضحة ان الاصول الفكرية لتحليل المضمون اتية من العلوم الصرفة كون تحليل المضمون يهدف الى تحويل المادة الانسانية ادبية او اعلامية او غيرها ال وحدات منطقية قابلة للقياس ، و هو قد يكون استجابة للنزوع المادي للعقل الانساني المغرق في المادية (نتيجة المتطلبات الحياتية و كذلك نمو الحواس المادية على حساب الاحساس العاطفي ).

مما تقدم يتضح ان تحليل المضمون الاعلامي لم يكن وليد التنظير البحثي البحت بل جاء استجابة للتطور الانساني في العلوم و تابعاً لحالة الانسان في البحث و اشباع غريزة الفضول العظيمة لديه مما يجعله منهجا ذا اسس منطقية نابعة من التعطش لمعرفة ما يتلقى و بالتالي تقيمم كم المعطيات الواصلة اليه و تقنينها و الاشراف عليها و التعامل معها، لذا كان لموضوع تحليل المضمون الاعلامي في الغرب بالغ الاثر في اثراء ساحة العمل الاعلامي من خلال تقنين المادة الاعلامية (من حيث نعلم او لا نعلم) ، و هنا اود الاشارة الى مثال بسيط ارى ان تذكره هنا يفيد الموضوع و هو الحالة الصحية لرئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شارون الذي قامت الدنيا و لم تقعد على اطلاع الراي العام على حالته الصحية بادق تفاصيلها و لكنك اليوم عندما تسال السؤال الكبير هل مات شارون او مازال حياً ترى ان قلة في العالم متاكدين من الجواب ، ولعل القارئ المحترم يظن ان هذا ناتج عن الذاكرة المؤقتة لوسائل الاعلام لكن الاخوة العاملين في مجال الاعلام يعرفون ان هذا هو نتيجة العمل الممنهج (لاجهزة الاتصال الحكومية)و اقول هذا على استحياء كون النظم الديمقراطية و اعتقد ان اسرائيل و رغم كل ملاحظاتي الشخصية حولها هي احدها حريصة على ان لا تمس بحرية الاعلام المقدسةو يمكن ان اقول بعد هذا المثال(حرية الاعلام الظاهرة شكليا) كونها اهم ركائز المنظومة الحضارية الحديثة الان، و امثلة اخرى مثل عدد ضحايا انهيار البرجين في مانهاتن الذي رغم وجود الاحصائية الرسمية الا ان الاعلام و وسائله لم يتطرق لها لا لشيء بل لان المتلقي قد حولت وسائل الاعلام (الموجهة ) من حيث نشعر او لانشعر انه سحر الادارة الاعلامية .

اعتقد المثالين الذين سقتهما هما الاوضح و الامثلة كثيرة عند المختص المتتبع لحركة و سائل الاعلام ،ان دوائر الاتصالات الحكومية تلعب دوراً بارزا في توجيه الموجة الاعلامية اذا ما كانت حريصة على استخدام الادوات المناسبة (هنا اود ان ابدي اسفي على حل دائرة الاتصالات الحكومية و ابدلها بالمركز الاعلامي الذي يدار بما يشبه وكالة انباء مع الاسف و اعتقد ان تقويمها و رفدها بالكفائات مع التدرييب المناسب كان سيطور عمل الدائرة الا ان حلها يفقد الحكومة احد وسائلها بالتاثير بالاعلام) يمكن ان توجه الاعلام وفق خطة محددة و عملية تنقل الحكومة النقلة المهمة من كونها متاثرة بوسائل الاعلام الى مُوثرة بتلك الوسائل و موجهة لها.

ان العمل وفق منهج تحليل المضمون ابرز حاجة اخرى مهمة و هي لزام تقسيم هذا المنهج الى مناهج فرعية اخرى و التي ارتكزت على فرعين رئيسيين :

تحليل المضمو ن القياسي او كا اصطلح عليه بعض الباحثيين (النوعي):

وهو منهج تحليل المضمون القائم على فكرة تجميع الاشارات الاعلامية و حصر معطياتها باقل قدرممكن من المضامين للوصول للمضمون الغالب و ضع الاشارة المرجعية المناسبة له وفق اقل نوع من الاشارات . و بلغة اخرى تجميع الرسائل الاعلامية لكاتب ما على سبيل المثال او مؤسسة اعلامية او فترة زمنية محددة و وضع الاشارة المرجهية المناسبة لها كأن تكون مع او ضد موضوع ما او او وصفها بكونها محرضة او ناقمة او متسامحة او حتى على اسس فكرية كونها تنتمي الى منظومة فكرية او تتبنة طرحا ما و حتى في مجال الابداع كونها مبدعة او مكررة او تقليدية الى غيرها من الامور التي يحتاج الباحث التطرق لها.و هذا الاسلوب القياسي او النوعي له فوائد و عليه مآخذ حاله حال اي اسلوب بحثي في العالم :

مميزات او فوائد الاسلوب القياسي (النوعي)

· يمكن التعامل مع كم كبير من المادة الاعلامية و هو موجه على هذا الاساس حيث يمكن للاسلوب القياسي رصد و تحليل كم كبير من المعطيات الاعلامية لانه في الاساس يعتمد المقارنة كاحد روافد انتاج النتائج فيه و هذا يجعله اكثر مثالية للتعامل مع معطيات مختلفة على عكس الاسلوب الكمي كما سياتي في البحث قي حينه.

· يهتم بالجانب الابداعي كونه يتعامل مع المادة الاعلامية ككتلة واحدة و يقدم النتيجة على اساس قناعة ذاتية في مجمل الموضوع و بناء على اشارارات مرجعية محدودة.

· الاهتمام بالجانب الذاتي كون تكون القناعات الذاتية للباحث و المنتج للمادة الاعلامية مبثوثة في ثنايا المنتج النهائي و في الحقيقة ان هذه النقطة التي يراها البعض مميزة لهذا الاسلوب يراها البعض الآخر من عوامل ضعفه.

المآخذ على الاسلوب القياسي او النوعي

· ان النتائج المستخرجة و فق السلوب القياسي تكون نتائج محدودة كونها تعتمد على اشارات مرجعية محدودة .

· صوت الباحث يكون اعلى في المنهج القياسي كون العمل بمجمله ينبع من قناعة الباحث (فرد او مجموعة افراد او مؤسسة).

· الاغراق في الذاتية كون النتيجة النهائية تكون نتيجة تصارع او تلاقح قناعة المنتج للمادة الاعلامية و الدارس لها.

· باعتماد الباحث في المنهج القياسي على مادة محددة مسبقا و فق معايير محددة لايترك له مجال للمقارنة مع المادة الاعلامية التي تتصف بغير صفات المادة موضوع البحث.

تحليل المضمون الكمي :

و هو موضوع اهتمامنا وبحثنا في هذه الدراسة كونه الاحدث و الاقرب الى ادوات البحث العلمي و يعتمد هذا الاسلوب على تقسيم المادة الاعلامية الى وحدات صغير و يتم التعامل معها و فق مقايس عامة يضعها الباحث و فق قناعات ذاتية الا انها لن تكون كافية اذا لم تكن معززة باستدلالات منطقية عامة و متفق عليها بصورة كبيرة على لن يلزم الباحث بتلك المقاييس في مجمل الدراسة . يعتمد الباحث في الاسلوب الكمي في انتاج معلوماته او نتائج بحثه لا على الاستقراء الذاتي و انما على الاسليب الاحصائية و العددية و يكون ملزما بقبول النتائج التي في كثير من الاحيان ما تكون مفاجئة للباحث نفسه و لا اخفيكم انني في بعض الدراسات لاحظت ان النتائج كانت مفاجئة للمنتج للمادة الاعلامية.

مما تقدم اود ان اشير الى ان السلوب الكمي في منهج تحليل المضمون الاعلامي و بالنقطة المتقدمة بالذات اثار اعجاب الدارسيين اذ اظهرت هذه النقطة قوة التحليل الكمي كعلم تجريبي على الرغم من انه في نهاية المر يقع في خانة العلوم الانسانية.لذا نرى ان معظم الباحثين و المختصين اخذوا يلجئون له في موضوع تحليل المضمون الاعلامي مما ساعد هذا الاسلوب في تطوير ادواته للتغلب على بعض مشاكله و ايضا الاقتراب من نقاط القوة في الايلوب القياسي.

مميزات الاسلوب الكمي:

· ان النتائج التي يحصل عليها تحليل المضمون الاعلامي في الاسلوب الكمي هس نتائج من الصعوبة الطعن بها كونها قائمة على حسابات و احصائات في غالب الامر تصف بالرقمية و من قوتها يمكن الاحتجاج بها حتى على المستوى القضائي و القانوني (ترتقي الى مستوى الاثبات الدليلي في القانون)كما حصل في الكثير من الحالات.

· يمكن مقارنةنتائج اي دراسة قائمة على الاسلوب الكمي مع اي دراسة قائمة على نفس الاسلوب و باختصاص اخر الا في بعض المجالات و هي محدودة .

· النتائج في الاسلوب الكمي نتائج يمكن تطويرها و العودة اليها مرة اخرى خاصة اذا ما كانت ادوات التوثيق محكمة و يمن دائما استنباط نتائج جديدة و استحداث نقاط مرجعية جديدة و بالتالي نتائج و مرجعيات و دراسات متجددة اذ لاتعد النتائج التي يتوصل لها الباحث نتائج نهائية على الرغم مما تقدم اذ يمكن للباحث ان يعود للدراسة و يخرج بنتائج جديدة على شرط ان يبنيها على معطيات جديدة.

· الاهتمام بالجانب التوثيقي اذ تعتمد الدراسات الكمية على عينات موثقة و مقسمة و مبوبة (حسب درجة ابداع الدرس كفرد او مجموعة)و بالتالي تسمح بالعودة و لا تدع كبير مجال للتلاعب بنتائجها كون الباب سيكون مفتوحاً لباحث ثانٍ ليدلي بدلوه في الموضوع.

المآخذ على الاسلوب الكمي :

· محدودية مادة الدرس حيث لا يمكن للباحث اعتماد نماذ كثيرة للدراسة لان العمل سيكون معقدا و كثير التداخل مما يدفع الباحث للالتزام بمواد محددة الى حد كبير بالدراسة مقارنة بالاسلوب القياسي التقليدي.

· صعوبة الدراسة اذ يلزم الياحث في الدراسة الكمية الى و سائل و ادوات قد لا تكون مطلوبة في في الاسلوب القياسي كادوات التوثيق و الاحصاء .

· غياب الجانب الانساني في الدراسات الكمية حيث و كما اسلفنا تكون النتائج في بعض الاحيان مفاجئة لا للدارس بل حتي لمنتج المادة الاعلامية و هذا يشير بصورة واضحة لجمود الدراسة و غيلب الجانب الذاتي فيها فيما عدا اختيار الموضوع الذي يكون من جانب الدارس اما النتائج فربما تكون مفروضة على الباحث خاصة للذي لم يستكمل ادوادته العلمية.

الا ان جمل و روعة الاسلوب الكمي في تحليل المضمون الاعلامي دفع الكثير من الباحثين الى تطوير ادواتهم العلمية و العمل على تلافي المشاكل التي تواجه العمل وفق الاسلوب الكمي ولعل الاستفادة من الاسلوب القياسي و التقليدي هو كان العامل الاكبر في تطوير الاسلوب الكمي و في الحقيقة كان في النية تقديم مشروع برنامج كان من المؤمل له ان يقدم لدائرة الاتصالات الحكومية حول تحليل المضمون الكمي لوسائل الاعلام الموجهة الى العراق و يحوي من ضمن من يحوي قاعدة بيانات اعلامية و برنامج انتاج معلومات يومي و دوري الا ان الضروف لم تسمح بذلك لذا ارتئينا تاجيل تقديم المشروع الى حين اخر مع الاشارة الى ان المشروع مطروح للدولة العراقية للاستفادة منه حصراً في حال رغبت في ذلك.

السذاجة والسطحية سمة الدراما العراقية الأن لماذا؟

اثير الشامي

يمر العراق الأن بحالة مأساوية وفوضى عارمة من اختلاط المفاهيم وعدم القدرة على التمييز والأدراك للمصطلحات والمفاهيم الجديدة التي طرأت على الواقع العراقي بعد سقوط نظام صدام المقبور , فالديمقراطية والفدرالية وحرية التعبير والرأي والرأي الأخر , كلها مصطلحات جديدة جاءت بعد سقوط الصنم , الا ان العراقيين يعتادوا بماضيهم بشكل غير معقول وهم يعتقدون بأنهم ورثة كلكامش وأورك وبابل وحضر , أنهم ورثة كلكامش الذي يبحث عن الخلود وقصة الأخلاص لصديقه العتيد انكيدو , الا ان العراقيين تنازلوا عن الخلود ولم تعد العشبة ذات أهمية بالنسبة لهم , وذهبوا للبحث عن الأمن والأمان .

في الوقت الذي يحتاج به العراق الى كل ابنائه للتواصل مع ماضيهم ووضع اقدامهم على أول الطريق للمضي الى الحرية والتحرر بمفهومها الصحيح , نرى ونسمع من خلال بعض القنوات الفضائية العراقية والاذاعات ايضاً انها تقدم برامج ومسلسلات تسخر من كل الأشياء وتسخر من ذكريات جميلة كنا نعيشها في الماضي مع قلة الأشياء الجميلة في ذلك الزمن ظهرت مع الاسف مسلسلات تسخر من برامج وأفلام للرسوم المتحركة التي كنا نشاهدها في طفولتنا وصبانا مثل (أفتح ياسمسم ) و(ساسوكي ) والتي كانت في زمن لا يتوفر فيه الكثير من وسائل الترفيه , سوى تلك البرامج والافلام , هذه الأفلام تحاول ان تقتل فينا ذكرياتنا الجميلة وتسخر منها وليس لها من الدراما والفن شيء .

يقف العراقيون اليوم امام منعطف جديد في تعاطيهم لهذه المفاهيم الجديدة , فاما ان يكونوا متحضرين وينهضون بها بمفهومها الصحيح ويعبرون بالعراق الى بر الأمان , وأما ان يسخروا من ماضيهم ويشوهوا حاضرهم ويصبح مستقبلهم مجهول .

الدراما العراقية يمكنها ان تأتي برؤية جديدة حول الواقع الذي نعيشه وحول المستقبل , والدراما العراقية الأن متحررة من كل القيود ومن الخطوط الحمراء , يجب عليها ان تغير بعض مما ترسخ في الذهن العراقي على مدى عقود من الظلم والأستبداد وكم الأفواه وذلك من خلال تناول المشكلات المطروحة في الواقع العراقي الأن , وهذه الفرصة لم تكن متاحة للدراما العراقية في تلك الفترة المظلمة .

ان الفضائيات العراقية لا اقول جميعها بل بعضها تعبث بكل شيء وتسفه كل الأشياء وتنقد كل ما هو جميل وقبيح سيان , الا ان هذا لا بأس به في أطار حرية التعبير وحرية الرأي , ولكن يجب ان يكون وراء هذا النقد هدف سامي ونبيل يقصد به البناء والتقويم وهذه حالة صحية في المجتمع نود انتشارهه في بلدنا .

الا ان بعضها تقدم مسلسلات وبرامج تكتفي بالنقد الجارح الذي يصل الى حد الهدم دون الالتفاف الى اي زاوية بعيدة او افق يبث فيه أمل ما لدى الناس أو يرمز لأشراقت شمس جديدة في العراق , هذا الطرح يضع مصداقيتها موضع تسأول وشك .

رغم المساحة المتاحة للأنتاج الدرامي داخل العراق وخارجه وحرية تناول اي موضوع واي مشكلة يعاني منها الشارع العراقي , لم تشهد الدراما العراقية حالة من السذاجة والتسطيح كالتي نعيشها الأن , فعلى مدى سنوات لم يستطع كتاب الدراما العراقية أن يأتوا بشيء قريب من الألام التي يعيشها الفرد العراقي , الا في أعمال قليلة جداً( سارة خاتون) و(السرداب ) رغم الحرية الكبيرة المتاحة لهم , أغلب الأعمال الدرامية التي انتجت خلال هذه الفترة تراهن على الجانب الكوميدي الساخر مما يحدث في العراق لتمرير رسالتهم , لكنهم لا يدركون مساحة هذه الحرية التي يتحركون بها , والتي هي اكبر من ادراكهم ,وبالتالي تكون النتيجة كم هائل من الأعمال السطحية والساذجة .

لم يحاول كتاب الدراما من توثيق تاريخ مهم وصفحة مهمة من تاريخ العراق هي ما بعد سقوط صدام وفوتوا على انفسهم فرص الخلود في الدراما والتاريخ .

الكثير من الأعمال الدرامية أنتجت خارج العراق وذلك بأعتقاد منتجيها بانهم سيكونون بعيدين عن العنف وفرق الموت والتصادم مع التيارات المتطرفة , الى ان نجاح العمل الدرامي يعتمد على هذا العنصر وهو المكان , يجب ان تبث الحقيقة في نقل الواقع من الواقع نفسه وتحت نفس الظروف وبالتالي فان هذه الأعمال تفتقر الى عنصر مهم هو عنصر الأقناع , فالزمن هو زمن عراقي والمكان هو مكان عراقي , فالمكان الذي يألفه العراقي لا يراه على الشاشة وهو يشاهد عملا تلفزيونيا يفترض ان يتناول تفصيلا معيا من حياته .

أن اي عمل درامي يعتمد في جوهره على صراع يستند على عنصرين أساسيين هما الزمان والمكان , فأذا ما أختلت هذه المعادلة أختل العمل بكامله , وهذا السبب دفع فريق عمل مسلسل ( أمطار النار ) الى وضع عبارة (فرسان الدراما العراقية من أرض الوطن يقدمون أمطار النار ) كأشارة الى الخلل الذي تعاني منه الأعمال التي تنتج في خارج العراق, أمطار النار انتج بالكامل داخل العراق وتم تصوره في نفس البيئة هي ( الأهوار ) اي انه يحقق المعادلة التي تعتمد على طرفيها الدراما هما الزمان والمكان .

Atheer-18@yahoo.com