الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008


ضحايا المقابر الجماعية هل كانوا معارضين للنظام ؟؟
علي حسون
Ali.hason@yahoo.com
http://alihason.blogspot.com

يردد الكثير من الاعلاميين و السياسيين العراقين في و سائل الاعلام على ان نظام البعث كان يعامل معارضيه بقسوة وان ضحايا المقابر الجماعية هم ابرز دليل على الطريقة التي كان يتعامل بها النظام مع معارضيه ‘ و الحقيقة غير ذلك فضحايا المقابر الجماعية لم يكونوا وعلى الاقل غالبيتهم العظمى معارضين للنظام القائم انذاك او على الاقل من اصحاب عمل حقيقي في معارضة النظام رغم التاكيد على ان اكثر معظم العراقيين كانوا غير راضين عن اوضاعهم في ضل ذلك النظام.

ان هذه الوصف ورغم كونه لايعد انتقاصا لتضحية شهداء المقابر الجماعية الا انه لايمثل حقيقة ما جرى في العراق ابان الانتفاضة الشعبانية او المناسبات الاخرى التي كان البعث يرى انها تستحق اقامة مقابر جماعية لها من مقابر البرازانين في السبعينات الى مقابر الساحات الخلفية لدوائر الامن و المخابرات و السجون السرية لزمرة البعث القذرة الا انه و في الحقيقة لايمثل واقع الامر حيث ان تلك المقبر لم تكن تشتمل على رفات اناس يشكلون تهديدا لنظام صدام حسين و هنا لانقصد النساء و الاطفال و الشيوخ الذين يمثلون الغالبية من سكان المقابر الجماعية في العراق لا بل نتكلم علة الرجال و الشباب الذين غيبتهم تلك المقابر ، ان عقد النقص و الامراض النفسية و النزعات العنصرية التي كان يتمتع بها نظام البعث الصدامي لا في كوادره العليا فحسب بل حتى ادنى سلم اجهزة القمع الصدامي فالتفاني الذي كانت تتعمل به هذه الاجهزة مع مراجها العليا فالصور التي تصل لنا على قلتها تجعلنا لانفكر كثيرا بالحيوانات التي تتغذى على ابناء جنسها فالعنف الذي يتعاملون به مع الضحايات يثير الاستغراب فبالرغم من المضلومية الواضحة للضحايا الا اننا ومع الاسف نرى ان اعضاء الاجهزة القمعية يتسابقون على الاساءة لهم ومن الواضح ان هذه الاساءاة ليس بعد اغلاق التحقيق بل هي منذ ساعة القاء القبض على الضحايا وهذا الامر يدفعنا للاستنتاج ان المشكلة الامنية التي من المفترض ان تشكلها الضحايا للاجهزة القمعية لم تكن هي هم تلك الاجهزة بل اشباع رغبات العنف و القتل هي الهم الاكبر لاعضاء هذه الاجهزة. زمن هنا ننطلق للاستنتاج التالي اانه بالوغم من ان الانتفاضة الشعبانية كانت في حقيقة الامر تعد تهديدا لنظام الحكم الدموي القائم في بغداد الا ان تعامل النضام معها بقسوة وعنف لم يكن هذا التهديد المبرر الوحيد حيث ان النزعات الدموية و الروح العدوانية و التربية النفسية التي ربتها تلك الفيادات لاعضاء هذه جعلت الاعداد تصل الى تلك الارقام و الاعداد الى ما وصلت حيث ان اقل الاحصاءات لاعداد الضحايا في المقابر الجماعية تصل الاى ارقام لا تقل عن خمس مائة الف ضحية و بطبيعة الحال ان هذه الارقام ربما تكون نتيجة حرب قذ تكون ممتدة لعشرات السنين فكيف اللحال و عندما تكون نتيجة مجزرة ارتكبت في ايام معدودة . ولعل هناك من يطرح التسائل التالي بما ان تلك الاجهزة كانت قدر اتكبت تلك الجرائم دون العودة الى مراجها وبذلك تكون غير مسؤلة ولو بصورة جزئية عن تلك الاعداد الهائلة من الضحايا ؟ان الاطلاع على بعض وثائق تلك لمرحلة توضح ان هذه الاجرآت بمياركة القيادات العليا ولعل بعض الوثاق تشير بما لايقبل البس ان صدام حسين شخصيا كان يدفع باتجاه ارتكاب المجازر التي وقعت بحف العراقيين و قد اصطلح البعض على تسمية احد الوثائق بام المقابر الجماعية كونها اعطت الاذن الرسمي للاجهز ما كانت تسمى بالمختصة بارتكاب هذه المجازر البشعة ولاهمية هذه الوثيقة نوردها كون الاطلاع عليها يمثل يعطي لنا صورة واضحة لما كانت عليه الامور في تلك الفترة و في مايلي نص هذه الوثيقة :

مجلس قيادة الثورة
رقم القرار / 64
تاريخ القرار 21 شعبان 1411
في 9 / اذار 1991 م
قـــــرار
إستنادا الى أحكام الفقرة ( أ ) من المادة الثانية و الاربعين من الدستور المؤقت قرر مجلس قيادة الثورة ما ياتي : ـ
اولا . يمنح الرفاق أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ,و أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين يتولون الاشراف المباشر على القوات و الارتال التي تتصدى له مجاميع الخيانة و العمالة المسندة من قبل إيران صلاحيات رئيس الجمهورية في الثواب و العقاب .
ثانيا . يمنح نائب رئيس مجلس قيادة الثورة صلاحيات رئيس مجلس قيادة الثورة لااغراض الوارة في ( اولا ) من هذا القرار .
ثالثا . يمنح وزير الصناعة و التصنيع العسكري الصلاحيات المبينة في اولا من هذا القرار .
رابعا . يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره و حتى انتهاء الازمة .
خامسا . يتولى الوزراء و الجهات ذات العلاقة تنفيذ هذا القرار


صدام حسين
رئيس مجلس قيادة الثورة

ان هذه الوثيقة تعطي صورة واضحة عن شيئين اثنين الاول ان هذا النظام ورغم صورة الخوف و الصرامة التي كان يحرص على الظهور بها الا انه كان مسكوننا بذلك الرعب الكبير من انتفاضة العراقيين عليه في تلك الفترة كونه كان يعي حجم المعاناة و الظلم التي كان يسببها لابناء العراق و لعله كان مدركا ان غضبة الشعب كانت صادقة وغير مدفوعة للتلك المواجهة (رغم محاولاته عكس هذا التصور) . و الشيء الاخر ان هذا النظام كان يملك شيئا اخر غير الرعب هو ذلك الحقد على ابناء العراق فالصياغة الواضحة للوثيقة رغم كونها تنص على الثواب و العقاب الا ان المطلع عليها بموضوعية يعرف و للوهاة الاولى انها كانت تنص على العقاب فقط و ان ايراد كلمة الثواب قذ يكون نتيجة حرص على ادبية الصياغة لا على حقيقة الموضوع .

لقد قسم الله عزوجل لي ان اكون احد شهود تلك المرحلة من تاريخ العراق و كنت معظم تلك الغترة في مدينة النجف و كنت و لم اقصد شاهدا على الكثير من الاحداث في تلك الفترة و لعل فاجعة فندق السلام و هي مازالت حية في ذكرة ابناء تلك المدينة هي دليل واضح وقد لايقبل البس لتلك الروحية الشيطانية التي كانت تسير بالاحداث في تلك الفترة فهذا الفندق كان من اجمل معالم المدينة و كان قد انشئ منذ فترة بسيطة كفندق خمس نجوم و بدخول القوات البعثية الى مدينة النجف اُستخدم الفندق كمقر لتلك القوات وتم بعد استفار الاوضاع النسبي استدعاء ما كانوا يسمون بالهاربين من الخدمة العسكرية وبعد تقديم وجبة طعام و معاملة محترمة للوجبة الاولى وتسويقهم لوحداتهم العسكرية بكتنب عفو انتشر الخبر بالمدينة عن هذه المعاملة و العفو الصادر و كان هذا كافيا لتدفع الالاف من اجل تسليم انفسهم و الاتجاء الى هذه الفندق فما كان من تلك الزمرة التي كانت مسلطة على رقاب العراقيين الا ان امرت بنسف هذا الفندق و هو يضم الالاف من العراقيين وهم ليسوا من المعارضة بل هم جنود عراقيين ابرياء كانوا يتبعون التعليمات و كل هذا بعد انتهاء العمليات العسكرية ، هذه الوثيقة لهي دليل بارز على ان معظم ابناء المقابر الجماعية كانو عراقيين مواطنين خاضعين للقانون و ملتزمين به ورغم عدم رضاهم عن الوضع القائم الا انهم لم برتكبوا اعمالا تودي بهم الى هذه النتيجة المرة .

ليست هناك تعليقات: